Admin Admin
المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 17/03/2012
| موضوع: فضولي ؟؟؟؟؟؟ السبت مارس 17, 2012 3:17 am | |
| الفضول عادةٌ تراود الإنسان في بعض الأحيان , وتدفعه للتعرف وحُب الاستطلاع في إطار أمر من الأمور التي لا صلة له بها , وله وجهان مختلفان في المظهر متفقان في المضمون , فهو قد يعود إلى ذلك الشخص بالمنفعة , إلا أنه في معظم الأحيان يعود إليه بالمضرّة . ويبقى المضمون واحد لدى كلا الوجهين سواء النافع أو الضار , فكلاهما يجتمعان في معنى الفضول.
في رحلة قرر خوضها أحد الفضوليين إلى عالم يصعب عليه التأقلم فيه , لكنه لم يراعي تلك الصعوبات التي ستواجهه بسبب الفضول الذي أصبح قرينه الأوحد , فهو يدفعه بشدة ويُصر عليه بقوة لينطلق به إلى عالم الفلاسفة.
إنه كون مُتباين يضم نخبة من الفلاسفة أهل النقاش والحوار , وحوارهم مبني على أركان قوية من الحجج والبراهين التي تُخرس من يناقشهم وتُفحمه بتلك الدلالات , مجالس الفلاسفة الحوارية مفتوحة فهم على أتم الاستعداد لمناقشة من يريد ذلك , ومن المتعارف في أي مجلس أن لا يتناقش شخص في مجال دون اختصاصه إلا إن كان مُتسائلاً لا أكثر, فمن يتحدث بشيء ويتناقش فيه وهو بدون دراية لما قد تحدث عنه ورغم ذلك فإنه يُصر على رأيه بأنه الصواب متجاهلاً بذلك رأي أهل الخبرة , فهذا هو من لا يُحبذ الفلاسفة وأهل النقاش محادثته وهو من ينطبق عليه لقب المناقش الفضولي الذي حلّق إلى عالم بعيد كل البعد عن مجاله .
فتراه يتردد إلى مجالس الحوار خادعاً الناظر إليه بمشية الفخر والاعتزاز , ونظرات الثقة بالنفس الصائبة , في حين لو اخترق أحد الأشخاص باطنه لانكشف وظهر على حقيقته الخاوية المُرّة.
ومن عوائد هذا الشخص الفضولي المُناقش الفلسفة الزائدة عن اللازم , فهو يوهم من يخاطبه بثقافته الرفيعة , ولكن إذا كان الشخص المُخاطب أحد الفلاسفة المحاورين فإن هذه الفلسفة ضائعة معه , حيث يُصبح أمر ذلك الفضولي مكشوف أمامه فلا رأي صائب ولا خاطئ سَيَهُم ذلك الفيلسوف لأنه بالنسبة له سفيه ويتحدى برأيه أهل الاختصاص , والرد على أمثاله يُعتبر إضاعة لوقت العُقلاء.
أيضاً من مميزات هذا الفضولي المعرفة التامة لجميع الأمور, فلم يُسأل سؤالاً قط إلا والإجابة تسبق طرف لسانه, وليست إجابة ككل الإجابات , فهي تحتوي على نوع من التزيين والتجميل حتى تظهر بالصورة المطلوبة , وهذه الإجابة صحيحة بالنسبة له ولمن سيصدقه , لكنها بالنسبة للعقلاء من أجمل النُكت والطرائف , فلا معرفة تامة ولا إجابة صحيحة يمتلكها هذا الفضولي , غير أنها وسيلة من وسائل تلاعبه على الآخرين لكي يظهر لهم بصورة الفيلسوف العبقري الذي ليس للخطأ مكان لديه .
عجيب غريب أمر الفضوليين , الذين يدّعون المعرفة ويصدقون ذلك , ولكن الأيام قادمة لتكشف زمان الفضوليين في عالم الفلاسفة . منقوووووووووووووول | |
|